Friday, December 5, 2008

Monday, November 24, 2008

يوم ما اتقابلنا


أن تشارك مصر في المسابقة الدولية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا هو المهم .. لكن ما نوعية هذه المشاركة فليس مهما ..فنحن رواد التثمثيل المشرف


دعنا من كل هذا فالمهرجان يذهب .. والمسابقة تنتهي .. يبقى الفيلم .. واعتقد أن الحديث عنه هو المهم.


الفيلم هو "يوم ما اتقابلنا" من تأيف تغريد العصفوري وسيناريو و حوار زينب عزيز ومن إخراج إسماعيل مراد (الذي تولى انتاجه أيضا) ومن بطولة لبلبة و محمود حميدة.


الفيلم الذي تدور أحداثه في يوم واحد يركز في قصته على العلاقات الإنسانية .. وهي النوعية من الأفلام التي نفتقدها في السينما الحالية .. حيث يقابل يوسف (محمود حميدة) حبيبته الصغيرة زينب (لبلبة) صدفة في الشارع القديم حيث تدور كل الأحداث التي تخرج بفكرة واحدة وهي أن الوحدة صعبة.


يوسف نجم السينما المشهور والذي يحاول أن ينهي علاقته بالفتاة الصغيرة (راندا البحيري) لأن ضميره يؤنبه على علاقته بها التي تمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي .. هو الأب لولد من إيطالية يتركه ليهاجر إلى ألمانيا و لبنت من ممثلة كان طلقها بعد استحالة الحياة بينهما .. يذهب إلى شارعهم القديم لتصوير مشهدة من فيلمه حيث يستعيد الذكريات مع ابنة خالته و بائع الجرائد .. و زينب (التي أحبها طفلا) وأم نصيف السيدة العجوز التي هجرها ولداها


عبر سلسلة من المواقف البسيطة المنزوعة الدسم و الخالية من الاحساس رغم محاولة الجميع اظهار ذلك سواء عن طريق التصوير أو المونتاج أو الأغاني التي صدح بها أبطال الفيلم أو جاءت كخلفية للحدث


لم اشعر خلال الفيلم بتعاطف مع السيدة الكبيرة الوحيدة او مع البطل المشهور الذي يوقن بأفول نجمه بعد حين ليغدو وحيدا أيضا .. ولم اشعر وربما يكون العيب في انا نفسي أن الفيلم يخاطب احساسي بل هو رقص على السلم فلم يقدم كوميديا خفيفة نحبها ونتفاعل معها ولم يقدم قصة انسانية تملك المشاعر و تثير العقل للتفكير في الحالة الإنسانية التي يتعرض لها الفيلم.


لا يمكن أن ننكر اجتهاد الممثلين في آداء الأدوار لبلبة و علا غانم و إنعام سالوسة .. لكني لم الاحظ محمود حميدة ..رغم اني راهنت على ان الفيلم سيكون له طعمه.


اسماعيل مراد .. الذي قدم العديد من الأفلام المستقلة وبدا يدخل سكة التجاري حديثا بفلمه الذي لم يعرض صيد اليمام وها هو فيلمه الثاني .. لازال يراهن على الانسانيات التي تميز السينما المستقلة لكنه في حاجة إلى التخلص من نظرية الربح التجاري التي دفعته لمحاولة تقديم ما يثير الضحك أو المتعة الشكلية من خلال الأغاني .


Wednesday, November 19, 2008

العودة إلى حنصلة


عبَّر فيلم الافتتاح لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي– العودة إلى حنصلة - عن ملامح الدورة المتعددة الأوجه فهو فيلم اسباني (ضيف الشرف) يتحدث عن بطل أسباني يذهب إلى المغرب لأول مرة ( الإسلام بعيون غربية) و يناقش قضية الهجرة غير الشرعية ( حقوق الإنسان) .. ربما ذلك هو المبرر الوحيد لاختيار فيلم متوسط للمخرج الإسباني شوس بوتيريز .

الفيلم الذي يحكي عن شباب قرية بسيطة بدائية بالمغرب يحلم شبابها صبية وفتيات بالهجرة إلى اسبانيا برهان الوصول إلى الشاطيء الآخر أحياء وليسوا جثث .. تبقى في الثلاجة لحين تسوق الصدفة وحدها أحدهم ليعيدهم مرة أخرى إلى وطنهم الفارين منه .. يواريهم ترابه

يبدأ الفيلم بصاحب دار الجنازات الإسباني ويدعى مارتين و الذي يواجه مشاكل مالية و عائلية تضطره إلى محاولة الكسب من وراء إعادة جثث الشباب المغربي إلى أهلهم فيلتقي ليلى التي دفعت بأخيها الأصغر ليلحق بها على اسبانيا لكنه لا يتمكن من النجاة فتعود به جثة هامدة إلى أهله

وخلال الرحلة يتعرف مارتين على المغرب والإسلام الذي لم يعبر عنه سوى بجملة واحدة على مدى الفيلم " نحن في رمضان" تقولها ليلى عندما يدعوها للشرب معه أو شرطي الحدود عندما تتعطل أوراقه في الجمارك لأنه قد حان آذان المغرب أو العاملة في الفندق حينما يطلب طعاما فلا يجد سوى شوربة .. أو حينما يحتاج لفنجان قهوة بعد ان قضى ليلة في الصحراء لحظتها يقول لن آتي المغرب في رمضان مرة أخرى .. وفيما عدا ذلك تبقى بقية الصورة التي رسمت لسكان القرية / المسلمون نابعة من خصائصهم كسكان لمنطقة جبلية تحكمها أعراف القبيلة وليس الإسلام و لهذا يبدو وجود قطاع الطريق عاديا .. كما أن تكاتفهم مع أسرة الفقيد لدفع مقابل نقل الجثة من أسبانيا إلى حنصلة موقفا نابعا من عادة قبلية ..

لتظهر صورة الإسلام باهتة في الفيلم ومعادلة لصورة الشعوب النامية , الفقيرة , غير المتحضرة التي لازالت تركب الحمير وتعيش على المياه الجوفية .. لتصبح نهاية الفيلم إنسانية جدا مع تقبل مارتين للآخر المتمثل في ليلى و قريتها حتى أنه يقرر أن يساعدهم في نقل جثث مواتهم بتكاليف أقل .. بعد محاولته إثناء الشباب عن المغامرة بالذهاب لاسبانيا عن طريق البحر.

الفيلم لم يستسلم للأفكار المسبقة حول الهجرة غير الشرعية بل سرد الحكاية بتفاصيلها دون أن ينحاز مع أو ضد ليصل بنا في النهاية إلى أن الهجرة أمر واقع لا محالة وكل ما علينا هو أن ننظر للأمر بعين إنسانية .. ربما لهذا السبب لم تبدو مشاهد تعرف أهالي المفقودين صارخة الحزن .. جاءت متوسطة ومتوازنة .. و ينتهي الفيلم بأمل الوصول إلى الضفة الأخرى مع نجاح سعيد في ذلك.

Thursday, November 6, 2008

زي النـهـاردة .. يدين احتفالات 6 أكتـوبر


أولاً: من الخـطـأ أن تدخل فيلمًا باعتبارات كثيرة مسبقة، وبافتراض أنه (كمان) سيكون جيدًا جدًا !!، لأن أي إخفاق في وصول هذه الصورة سيحوله عندك إلى فيلم سطحي وساذج !!ا
ثانيًا: لا أتصور أن أخرج من فيلم جـاد بجملة كالتي كتبت بها عنوان هذا الموضوع، ويكون الفيلم جيدًا أو استطاع أن يقنعني بحالته أو أداء أبطاله ولو بنسبة 60% !، وهذه مشكلة أخرى ...
ثالثًا: أحترم "عمرو سـلامة" جـدًا مؤلفًا ومخرجًا، وشاهدت له عددًا من الأفلام الروائية القصيرة التي (كانت) تنبئ بموهبة شـابة واعدة، ولن أتخلى عن ذلك الاعتقاد، حتى وإن لم يحالفه الحظ هذه المرة
..............................
حسنًا، لن أصدق أحدًا بعد اليوم !، وسأقول ببساطة أنه على الرغم من أن "الفكرة العامة" للفيلم كانت "تبدو" جيدة وجديدة، وأن طريقة عرض الأحداث فيها بشكل متوازٍ كان جيدًا، إلا أن أحدًا من الممثلين الخمسـة المتراصين على واجهة البوستر لم يقنعني بأداءه، وخاصة حبيبها الأول الذي يبدو أنهم قتلوه بسرعة لهذا السبب، ثم قالوا أن "آسـر ياسين" قدَّم دور "المدمن" بطريقة احترافية، وقرأت كثيرًا عن أن هـذا الدور سيجعله نجمًا قريبًا ،،، ربما كان الأمر سيظل كذلك لو لم تمتلئ أفلامنـا العربية بأدوار مماثلة (عادل إمام في النمر والأنثى مثلاً ، وسلام يا صاحبي) إن أي مقارنة للدورين تخرج (آسـر و أروى) بالمناسبـة من "الأداء" الجيد للدور، على الرغم من أن الأخيرة حـاولت من خلال نبرة صوتها وطريقة نطقها للكمات أن تظهر أثر "الانسحاب" من التخدير عليها، لكنها لم تكن مقنـعة !
لا أظـن أن أحـدًا يجهل "قصة الفيلم" حيث أجـاد عارضوه وضع إعلانٍِ له يضم أهم وأكثر أحداثه بطريقة بدا فيها أنك لن تفاجئ بحدثٍ واحد (اللهم إلاا محاولة المدمنين الانتحار، وهي ليست عمود القصة !!) بالإضـافة إلى ذلك فقد ظهرت بعض المشـاهد غير المبررة كمشهـد النهاية حيث يظهر حبيب بسمة "الفيشاوي" مع صديقتها الطبيبة النفسية، وهما يجتمعان في إحدى انتصارات أكتوبر أيضًا !! كـمـا لم أجـد مبررًا للتركيز على أن حبيبها الراحل (أيمن) كان صديق (ياسر/الفيشاوي) في صورة ظهرت مرتين تجمع بينهما !!
قلت أيضًا أن تمثيل "الفيشاوي" الكوميدي والمختلف في (ورقة شـفرة) كان أفضل بكثييير مما قدمه في "زي النهاردة"، وأن "بسـمـة" لا تمثل أبــدًا !!
بقي أن أقول أنه كان قد أعجبني لعمرو سـلامة فيلمين قصيرين هما الشـهـادة و الإعلان ، فأما الأول ففيه فكرة القتل بطريقة غير مباشرة ، والآخر فيه الحديث عن الإدمان وعالم المدنين، ولم يغيبا عن ذهني أثنـاء مشاهدتي لـ(زي النهاردة)، حتى تخيلت أنه دمجهما مـعًا ، ووضع عليهما فكرة الأحداث والمذكرات ،،،، إلخ
الشـهــادة :


الإعلان :


كان حوار (أروى) و (آسـر ياسين) حول اسم الطـفل مضحكًا فعلاً
رقم ا، ورقم 2 :)
.
.
شكرًا لكم ، وكل فيلم عربي وأنتم طيبون

Thursday, May 22, 2008

سكر بنات




لم تكتسب السينما وصف السحرية من قدرتها على خلق أجساد تتحرك على شاشة بيضاء بل لقدرتها على اختراق نفوسنا وفتح صندوق إسرارنا وعكسها بالصوت والصورة ..
تزداد سحرية السينما عندما تضيء لنا العالم بمجرد ما تضاء أنوار الصالة لنجد أنفسنا متورطين في التصفيق المعبأ بعلامات الاستفهام وفي عالمنا العربي قلما تصادفك تلك الحالة.
رغم أن السينما العربية نشأت نسائية على يد أميرة عزيز إلا أن المخرجات لم يتركن إلى اليوم سوى بعض الضجيج الذي تحدثه تصريحاتهن في غير الفن
لكن الجميلة اللبنانية أبهرت الجميع .. قدمت فيلما لبنانيا مستفيدة من الدعم الأوروبي المستمر لسينما دول البحر المتوسط عن بنات لبنان صفق له جمهور كان ومن بعده جماهير و جوائز كل مهرجانات العالم.
نادين لبكي مخرجة كليبات نانسي عجرم – التي كتبت الفيلم ومثلت فيه أيضا .. لعبت بحرفية على منطقة مثيرة للاسئلة التي تفرزها الستائر المغلقة الظاهر على أفيش الفيلم وقدمت قطعة فنية تذوب في فم الجمهور والنقاد معا.

فيلم (كارميل/ سكر بنات) يحكي عن أربعة فتيات يجمعهم صالون سيدات (كوافير) لكل منهن حكاية ترفع جزء من الستار المسدل على حياة بنات لبنان وترسم صورة للفتاة العربية التي تعاني طوال الوقت من ضغط المجتمع الذي يراها في إطار معين.
الانتظار
"ليال" صاحبة المحل على علاقة مع رجل متزوج تعيش على أمل أن يطلق زوجته ويقترن بها وتكتشف في النهاية أنها على ذمة انتظار تلفونه الذي يأتي في أي موعد لتركض للقائه في مكان بعيدا عن الأعين.. و "جمال" السيدة التي تركها زوجها مع طفلين وتحاول أن تقاوم الزمن عن طريق عمليات شد الوجه وصبغ الشعر وتمسكها بالعمل كموديل إعلانات متجاوزة فكرة أن الوقت قد فات على كل ذلك.
و"نسرين" الفتاة المسلمة الوحيدة في المحل و المخطوبة إلى رجل من عائلة محافظة تضطر أمامهم لتغيير طريقة ملابسها وكلامها حتى يتمموا الزيجة والتي فقدت عذريتها وتحاول استرجاعها قبل الزفاف بأيام.
الرابعة "ريم" الشاذة جنسيا والتي لا تجد نفسها في هذا العالم الذي لا تستطيع فيه أن تكون كما هي.

"روز" الخياطة التي تسكن في مواجهة المحل والتي تعيش مع أختها العجوز الخرفة ولم تتزوج وتنتظر اليوم الذي تجد فيه فارس أحلامها بعد أن لون البياض أيامها وشعرها
نادين لبكي التي تحسن التعامل مع لغة الصورة نظرا لخبرتها في اخراج الأغنيات المصورة جسدت حالة متكاملة لحياة الفتيات والسيدات اللاتي تتقاطع حياتهن في نقطة الانتظار لرجل ينقذهن من واقعهن المعاكس لأحلامهن. وهو ما يحدث للبطلة ليال في النهاية مع ضابط الشرطة ويساعدها على اتخاذ قرارها بإنهاء علاقتها برجلها. الصورة التي تصل لحد الإبهار كانت البطل في هذا الفيلم النسائي قدمت دلالات ذات معنى فالسيدة العجوز التي تلم الأوراق من الشارع في انتظار رسالة من رجل مجهول.. استمرار ليال النظر من خلف ستارة باب المحل تتطلع إلى ما يحدث في الشارع في انتظار حبيبها المتزوج بشقراء .. معظم الأحداث التي تدور بداخل محل تجميل تختصر حياة البنات في هذه المنطقة التجميل الذي اجتاح هوسه عقول البنات.. ومحاولة الجميع الخروج من دائرته لاستكمال حياتهن..ربما هذا ما دفع المخرجة لإنهاء الفيلم بأغنية "مراية".

اختفى الحوار تقريبا من الفيلم فالحالة المصورة بدقة أعفت المخرجة والتي شاركت في كتابة السيناريو من جمل حوارية جاءت كأنها مقحمة رغم ضروريتها في المشهد الرئيسي من الرواية يوم عيد ميلاد حبيبها إذ اضطرت لاستئجار غرفة في مكان مشبوه قضت النهار تحاول أن تزينها لكنه لا يأتي بل تجد صديقاتها يحطنها الجمل مع ركاكة آداء نادين لبكي أفسد التسلسل الخلاب للمشاهد الموسيقية في لحظة الذروة لكل الأحداث عندما تشعر ليال بعبثية علاقتها وتعترف نسرين بفقدانها عذريتها لترى كلا من ريم و جمال حياتهن بالوضوح الكافي على إضاءة الشموع الذابلة.

في حين جاءت الصورة أكثر صدقا في مشهد لقائها بزوجته إذ اكتفت بالتركيز على ملامح وجه ليال وهي تتابع زوجته (العادية) وهي تتغنى بمدى سعادتها مع رجلهما. كما أعفت الصورة الرمزية المخرجة المتمردة من فجاجة تقديم العلاقة الشاذة بين ريم والفتاة التي ترددت على المحل تلك الفتاة العادية التي تعاني الفراغ وتحكم الأهل وسيطرتهم لدرجة أنها تبقي على شعرها طويلا (لاحظ رمزية الشعر الطويل في الذهنية العربية) هذه الفتاة تكسر طوق التحكم من خلال العلاقة المثلية المخالفة لكل ما يقوله المجتمع وتجد فيها جديدا يدفعها للحياة. ومن هنا كانت جرأة نادين التي استخدمتها كطعم لتوقع الغرب المتلهف لتصيد خطايا الشرق من خلال الأعمال الفنية التي يقدمها أبناؤه وربما يبدو ذلك مقنعا لو تذكرنا احتفاؤه بفيلم عمارة يعقوبيان!ا