Saturday, June 23, 2007

300


لم يعد لدينا فى الحقيقة أية صلة " بالأشياء " على الإطلاق. فكل شئ الآن هو سلعة يمكن شراؤها وقتما شئنا، بالضبط لأنها يمكن إنتاجها وقتما شئنا، أى يمكن شراؤها و إنتاجها إلى أن يتوقف إنتاج ذلك الطراز الخاص بها. و هذه هى طبيعة الإنتاج و الإستهلاك اليوم. و لذلك، فإنه من الملائم القول بأن " الأشياء " الوحيدة التى نعرفها هى الأشياء التى يتم إنتاجها بالجملة فى المصانع، و يتم تسويقها بالإعلان المكثف، و يتم نبذها عندما تتضائل قيمتها. إن هذه الأشياء لا تستطيع أن تساعدنا على أن نرى حقيقة " الأشياء ". فنحن لم نعد قادرين من خلالها على أن نستشعر حضور ذلك الذى لا يمكن استبداله من حيث جوهره.
هانز جيورج جادامر: تجلى الجميل

موسيقى الروك الصاخبة تتحد مع تكنولوجيا الكمبيوتر من أجل صنع لعبة إلكترونية جديدة.
أؤمن أن السينما تساق إلى مناطق أخرى غير كونها فنا، منذ نشأة السينما و ولادتها من رحم الفنون السابقة عليها، أتخذت السينما وضعها بين أخواتها كفن، بل حاولت دائما أن توفق بينهم، ترسل لهم الدعوات كى يجتمعوا ببيتها كل آن و آخر، و لكن عندما شاهدها أحد رجال الأعمال الأمريكيون هام بها، هو لم يحب جمالها ذاته، بل تأثير هذا الجمال الأخاذ على عملائه، و لذلك لم يهتم كثيرا بها، جل اهتمامه أنصب إلى تسويقها، تسليعها، جعلها منتج إستهلاكى كمنديل ورقى، تستعمله مرة واحدة ثم ترمى به إلى سلة القاذورات.
و عندما أكتشف الساسة تأثير هذا المنتج و فى ظل العولمة التى تتمدد كالإخطبوط، أتحدوا مع رجال الأعمال و ساندوهم بسلطتهم و هكذا أصبح المال و السلطان مالكى هذا الكائن الجميل.
الرمز واضح بشكل فج، ربما لأن المرجو منه حل اللغز هو هذا العدو الغبى، هذا العدو المسلم، و هو الدولة الإيرانية. أسبرطة فى هذا الفيلم تمثل الولايات المتحدة الأمريكية بينما يمثل الفرس الإيرانيون و يمثل اليونانيون الأخرون الإتحاد الأوربى الأضعف من الأمريكى.
عن حقيقة المعركة، تقول كتب التاريخ أن الأسبارطيين كانوا خمسة آلاف مقاتل و ليس ثلاثمئة فقط و الفرس كانوا أكثر من ربع مليون و لم يصلوا ابدًا للمليون، استمرت هذه المعركة ليومين عام 448 ق.م.
هل مشاهدى الأفلام الأمريكية جهلاء أم كسلاء؟ لا يفهمون و لا يعون كم الأخطاء.... بل المغالطات التى يقصدها صانعو و ليس مبدعو الفيلم؟
فكما ينبه دائما القائمين على هوليود أنها لصناعة السينما و ليس لإبداع السينما و يوجد فارق كبير بين هذا و ذاك. فالتصنيع من أهم سماته عدم الإهتمام بالشكل أو المضمون و لكن الإهتمام الأعظم ينصب على الغرض الذى يستعمل فيه هذا المنتج، كما أن كل المنتجات التى تخرج من خط إنتاج واحد بالتأكيد يجب عليها أن تتطابق.
ملك أسبرطة ليونيدس يقطر فمه حكما رغم أن التاريخ يقول أن أسبرطة كانت أكثر المدن اليونانية جهلا و فسادا و عطالة، هل يحاول صانعو الفيلم تزييف التاريخ؟ السؤال التالى هو لماذا؟
الإجابة هى تمجيد الحرب او كما قال أرسطو " إن الدولة العسكرية تصلح للبقاء طالما كانت فى حرب بينما تسير إلى الدمار بمجرد أن تنتهى من غزواتها، إن السلام يتسبب فى أن يفقد معدنها صلابته. "
إذن فالولايات المتحدة ترهب السلام لذا تمارس الحرب كعادة سرية لا تستطيع الإفلات من فلكها، حرب أهلية، حرب مع انجلترا، عالمية، فيتنامية، خليجية، أفغانستانية، عراقية و قريبا إيرانية.يشعرنى هذا الفيلم أنه إعلان trailer عن الحرب الأمريكية الإيرانية القادمة، بطله بالتأكيد الولايات المتحدة و العدو الإيرانى الفارع الطول سيموت كالعادة بنهاية الفيلم

Saturday, June 16, 2007

خــــــوف ... من قـص ولصق


في عــــز فرحــتـــنــا ... دايمًا نلاقي الخوف ...
واقف في سكتنــــا ..مشتاق لنا وملهوف !!ا
كأننــا واحشينــــه ، مع إننا عايشيــنه
خوف خلانــــا واحنا مغمضين بنشوف
.
لا عمره خلى القلب يفرح فرحة بجد
ولا عمره خلى حد يطّمن لحــد !!ا
.
يا ما حاولنا ، وكان نفسنا
من فرحنا نسيب نفسنــــا
بس تملي بيفوقنــــــــا شعور بالخوف !!ا
.


الكلمـات : بهـاء الدين محمد
غنـاء :هدى عمــــــــــار

Friday, June 8, 2007

رجل وامرأتين


شاهدت الفيلم بدافع الفضول والسهر ..وأدركت بعد مشهدين انه ذات الفيلم الذي تحول على شاشتنا المصرية الى فيلم اخر ..يستحق لقب اخر فعلا
بداية هو "beaches" بطولة كلا من
Bette Midler; و Barbara Hershey واخراج Garry Marshall انتاج عام 1988وهو يحكي قصة صداقة بين امرأتين تستمر لمدة 30 عاما منذ ان كانتا في الحادية عشر من عمريهما وحتى يقضي فيروس في القلب على احداهما
يبدا اللقاء على الشاطيء وينتهي عليه ..وبينهما ترسم الحياة لكل منهما طريقا حسب بيئتها ...مغنية(سي سي بلوم) واخرى محامية(هيلاري ويتني) يجمعهما في لحظة حب رجل ..لكنه لا يقف طويلا بينهما ..اذ كما هو الحال ينطفي وهج الحب ..وتبقى الصداقة قادرة على الاستمرار على مدى الاعوام الثلاثين تظلان متشبثتان بالصلة بينهما في شكل خطابات منتظمة
الفيلم انساني بالدرجة الاولى ..مليء بالمشاعر المرهفة ومحمل بالرسائل التي لا يمكن أن يغفلها مشاهد .. وتصنع من قصة بسيطة اسطورة تقف امامها لتعيد حساباتك مع اصدقائك ..فالفيلم يقول من الممكن أن تعيش عمرك بلا حب ..ولكن لا يمكن ان تعيشه بلا اصدقاء"
اعجبني في الفيلم تناوله للصداقة من منطلق انساني قد يبدو غريبا على المجتمع الغربي الذي تحول الحياة البرجماتية دون تشكل مثل تلك الروابط بين البشر .. كيف ان كلا منهما كانت موجودة في اللحظة التي احتاجتها فيها الاخرى .. لحظة ان اكتشفت المحامية خيانة زوجها ..وعودة علاقتها مع صديقتها ..وقوفها معها لحظة ولادة طفلتها ..لجوء المغنية الى صديقتها عندما تدهورت حالتها ..وانحسرت عنها الاضواء الى ان تمكنت من العودة مرة اخرى ...
مشاهد النهاية وان بدت ميلودرامية وبكائية لحد يثير البكاء ..ولكنها كانت انسانية ..شعور المحامية بقرب الرحيل ..وغيرتها من تفاعل طفلتها مع صديقتها ..احساسها بافتقاد الاثنين ..رغبتها في انهاء حالة انتظار الموت ..لتنطلق كما لم يحدث طوال حياتها التي قضتها كمحامية ارستقراطية .. تلك اللحظات التي كانت تختلس فيها المغنية النظر الى صديقتها مودعة اليها بين الشفقة والحب والافتقاد
الاغنية الختامية "the glory of love" جاءت لتشد الرباط على كل المشاعر التي انتعشت طوال مدة عرض الفيلم ..لتخرج منه كما الخارج من بحر التطهير ..مستعد للاتصال ولو حتى في منتصف الليل بجميع من عرفتهم في حياتك من اصدقاء وتحمد الله انهم لازالوا هناك.
اعتقد انكم استمتعم بقدر ما بهذه الكلمات ..بقي ان تغتاظوا كما اعتظت .. مالم اوضحه أن الفيلم بذات الشخصيات تم اقتباسه وتحويله الى فيلم مصري قام بذلك ثنائي الاقتباس الشهير في تريخ السينما الحديثة "ايناس الدغيدي" و " رفيق الصبان" ..وياليتهم حافظوا عليه .. فقد خرج من تحت ايديهم "دانتيلا" مخرم ومزركش وشفاف ..بدون معنى ..لم يشفع له مشهد النهاية والبداية الذين قابار لحد كبير مشاهد الفيلم الاصلي ..الفيلم وكما هو معروف على الاقل بالنسبة لي بطولة كلا من يسرا التي قامت بدور المغنية البلدي !! والهام شاهين التي قامت بدور المحامية الارستقراطية
لحد هنا والامور تبدو معقولة لكن ان تحول قصة صداقة بين امرأتين ..الى قصة "جوز الاتنين" هذا ما يستفز ..فقد تخلت المحامية عن كل شيء(مركز وظيفي وكندا ورجل اعمال ) وعادت تركض خلف ظابط شرطة الاداب التي التقته عندما كانت في زيارة صديقتها ..لتجدهما متزوجين ..وتتزوجه معها ..ويبدأ فاصل المهترات المستفز بين المحامية التي من المفترض الا تنزل الى مستوى مغنية الكابريهات ..
لست ضد تعدد الزوجات ..لكن كل شيء لابد ان يدخل في حدود المنطق ..جاءت حكاية الرجل الذي فرقهما في القصة الاصلية انه التقاهما معا تقريبا ..صاحب فرقة مسرحية ..عملت معه المغنية اولى تجاربها وحققت نجاحا مذهلا احتفل به مع صديقتها التي غادرت المدينة في اليوم التالي لتواجه مسؤليات وفاة والدها اضطرارها الزواج من مساعده والانشغال بحياة تم رسمها لها ..حاولت في لحظة لجوءها لصديقتها ان تهرب منها ولم تفلح ...بعد ان مل المخرج انتظار الصديقة التي شاركته ليلته ..لم يجد اقرب اليه من المغنية ..والتي اكتشف مدى حبه لها ..الجميل ان المحامية تعرضت للخيانة .. والمغنية فتر الحب الذي جمعها واتفقا على الانفصال ..لكن صداقتها التي شابها القليل من البعد بسبب الرجل ..لم تتأثر كثيرا بل استعادت قوتها في لحظات .
وهنا الفرق .. ان تكون الصداقة هي المحور ..ام الرجل ؟
لقد اضاعت ايناس الدغيدي التي لا احمل نحوها اي اتجاهات عدائية كما تحب ان تحمل الناس ..قيمة الفيلم الاساسية واكتشفت مدى زيف القضية التي طالما دافعت عنها لدى هجوم البعض على المضمون الذي يقدمه الفيلم وعدم تماسه مع الواقع المعاش
افضل اثارة الضجة خاصة في السينما والتي تعد واحدة من الفنون الصدامية مع افات المجمتع المتوارثة والمتعفنة ..ولكن ان تثيرها بالفن الجيد شيء واثارتها بالفن النص نص شيء اخر ..يثير الغثيان

Sunday, June 3, 2007

أحلى الأوقات




أحلى الأوقات
تلك القطعة الفنية التي نسجتها هالة خليل بمزاج عالي
وقدمت فيها وجبة دسمة من المشاعر الانسانية
تقف في تلك المساحة الفاصلة التي لا يلتفت اليها الكثيرون لتكشف عن جوانب جديدة في الحياة
تدفعك الى تلك المعجزة
التغيير
نادرة أفلامنا العربية التي تجعلك تفكر
أو تعيد تقييم الاشياء من حولك أو داخلك
لكن فيلم هالة خليل نجح في ذلك بداية من الاغنية
الدنيا ريشة في هوا
نهاية بالقصص الثلاث التي تسير متوازية وتتلاقى في النهاية
في المشهد الاخير حيث تقف الحقيقة في مواجهة الصداقة
لتثبت الكاميرا على نظرة الفتيات الى المستقبل بملامحة مندهشة
الفيلم الذي لا أذكر غيره لاردد جمل من حواره لنفسي في لحظة ما
"مش مهم اننا نختار ..المهم نعرف نسعد باختيارنا"
"أنا عايزة ورد يا ابراهيم"
"عارفة أيه اهم من البوس ..الحضن .."
الابواب التي تطرقها بمهارة في الفيلم ..بدون ازعاج أو حتى اثارة للقلق
علاقة البطلة "سلمى" بأمها ..والدها ..زوج والدتها
صديقاتها
وأخيرا جارها المعجب
والتي جميعها يقف عند حد ما حاجز يمنعها من الاستمتاع بحياتها
الماضي والخوف من المستقبل
انعدام الثقة
التي لم تلجأ في حلها النهائي لها بأن جعلتها ترتبط بالفتى الذي تميل اليه وينتهي كل شيء كان لم يكن
لحظة ترددها في قبول طلبه الزواج منها ..وعدم وضوح ردها اعطى الشخصية مصداقية
والقصة ..وجعلها الاقرب على الاطلاق لكل البنات
لن أتحدث الاداء المتميز لكل الممثلين في الفيلم
يكفي ان هذه الادوار..هي العالقة في الاذهان لكل منهم
التصوير
الموسيقى
المونتاج
الاحساس العام في الفيلم
الذي يدفعك في كل مرة الى مشاهدته
اما الافيش والذي يعد الاجمل في تاريخ السينما المصرية
فلم ينجح فيلم اخر في صناعة افيش كما نجح احلى الاوقات
اللون الاصفر الذي يجسد الماضي ..الرسائل الذي حركت الاحداث حتى اخر مشهد
البطلة سلمى التي تخطو في الاسود الذي لازمها على مدار الفيلم وكان خطواتها تلك هي الحياة
الفتاتين على جانبي الافيش ليوازنا طريقها او يحددها كما حاولتا على مدار الفيلم وحتى مشهد الدوران حول السيارة
والذي يعيد تجديد الاحساس الذي ولد مع اول مشاهدة
الاحساس الذي تخلقه الافلام الجيدة

Saturday, June 2, 2007

بداية جديدة

السينما
البوابة التي تاخذك إلى الهناك
حيث الممكن
حيث الأحلام
وتمنحك ابتسامه
لها خاصية التكرار
كلما مر ذكرها ..أو شاهدتها ..أو كتبت عنها