Tuesday, October 23, 2007

احلام حقيقية ..عندما تزيف الافلام


أكثر ما يثير حفيظتي في الأفلام المصرية حاليا هي محاولتها التماس مع الإنتاج العالمي عن طريق موازاتها وليس التقاطع معها ..التقليد رغم إيماني بنظرية المحاكاة التي تمثل المرحلة الأولى من الإبداع ..لكن من يظل في مرحلة المحاكاة لمدة مائة سنة (حسب الناقد سمير فريد الذي يرى أن السينما في مصر بلغت المائة هذا العام)
بعيدا عن التنظير ... شاهدت في العيد فيلم حنانا ترك الأخير آخر ما صورت للسينما قبل أن ترتدي الحجاب (أحلام حقيقية)

الفيلم نسخة من فيلم أجنبي (ماعنديش فكرة اسمه ايه لكن احساسي بيقول دا) الصورة الأحداث والفكرة حتى الأداء التمثيلي للمثلين اشعر به منقول من نسخة غربية ما ..

يحكي الفيلم الذي يصنفه البعض انه فيلم رعب عن فتاة تحلم بجرائم قتل وهي ترتكب ..لتعيش حالة ارق تنتهي باكتشافها أن صديقتها المقربة هي التي تقوم بتلك الجرائم على اثر تعرضها لصدمة نفسية ..تكتشف ذلك وهي مقبلة على الانتحار لتغير مجرى أحداث الفيلم الذي ينتهي بمقتل الصديقة وعودة الاستقرار إلى حياة أسرة البطلة المكونة من زوج (خالد صالح) وطفلة صغيرة ..وتغلق الباب على قصة حب عاشتها قبل الزواج مع ضابط الشرطة (فتحي عبد الوهاب ) الذي كشف غموض الأحداث بدافع الاقتراب من حبيبته القديمة ومحاولة الانتقام منها كونها فضلت عليه الطبيب الغني

الفيلم يحمل طابعا غربيا لم يقربنا من حياتنا التي نعيشها سوى مشهد الصلاة الذي أدته حنان ترك لحظة خوف ويأس واستجداء بعد سماعها صوت الآذان يشق سكون الليل (تقليدي جدا)

فيما عدا ذلك تبقى الأسماء العربية وحدها هو ما يخبرك أن الفيلم عربي فالديكورات ذاتها تماهت لحد التوحد مع الديكورات الغربية سواء في ديكور الشركة حيث دارت بعض الأحداث أو ديكور الديفليه أو ديكور منزل البطلة الذي هو عبارة عن فيلا بتصميم غربي من الخشب وكذلك قصر الطبيبة النفسية (ماجدة الخطيب) الذي يشبه قصور الأساطير في أفلام الرعب الأميركية

رغم أن فكرة الفيلم جذابة جدا وهي عن توارد خواطر يصل لحد التوحد إلا أني شعرت أن الفيلم مفرغ من كل معنى قد يدافع البعض أن فكرة الرضى عن النصيب والحاضر والتخلص من براثن الماضي حيث كانت البطلة حنان ترك والتي لا اذكر اسمها لازالت ترتدي السلسلة التي أهداها لها حبيبها وتعود باستمرار إلى البوم ذكرياتها في محاولة للهروب من واقع الزوجية..عدم رضاها هو ما استفز صديقتها التي فقدت زوجها وابنها الوحيد في حادث أجبرتها الصدمة على الدخول إلى مستشفى الأمراض النفسية لتخرج حاقدة على المجتمع تحاول الانتقام وكانت حنان ترك ضحية مثالية لها .. إذ حاولت أن تجبرها على الانتقام لتحصل على زوجها وابنتها

مخرج الفيلم محمد جمعة ..تعب جدا ليخلق جو الغموض والتشويق ولكن لم يأتي بجديد فحركة الكاميرا والإضاءة والموسيقى لتامر كروان (اللي مافيش غيره في مصر ) كانا تقليديين لحد مزعج ..

فيما جاء الحوار وكأنه لم يوجد ..لم يضف الكثير ولم اشعر به ..عن نفسي لا اذكر سوى جملة حنان ترك لزوجها عندما قال لها في التلفون "وحشتيني" فأجابته "ميرسي"

ومشهد الطبيبة التي وضحت فيه فكرة الفيلم والذي اعتقد انه كان من اخر مشاركات ماجدة الخطيب قبل وفاتها وقدمت من خلاله اداء متميز

ربما لم تكن تعرف انه الأخير بالنسبة لها ..فيما اعتقد ان إحساس حنان ترك انه الأخير بالنسبة لها جعلها تقدم ادائا عاليا جدا ..خصوصا في المشاهد التي كانت لها وحدها حركة جسدها وملامح وجهها الحائرة المشوشة ..الالم النفسي الذي تشعر به ..قدمت واحد من أدوارها الذي نقصه قصة لتقدم فيلم سينمائي على مستوى المنافسة . حزنت جدا لأنها ارتدت الحجاب ولن تكون لديها الفرصة لتقديم أفلام جيدة بعد ذلك ..شعرت أنها خسارة

كان أداء خالد صالح كما هو دائما متألق ..نافسه بطريقة بدت مصطنعة فتحي عبد الوهاب الذي قدم در ضابط الشرطة ثقيل الظل الذي يعاني أزمة نفسية بسبب تخلي حبيبته عنه وهو الأمر غير الواقعي فضباط الشرطة عندنا مركزهم الاجتماعي والمادي أفضل من الأطباء ..فلماذا لم يتمكن من الزواج منها ؟؟
جاء دوره شاذا وغير منطقي . فيما كان دور داليا البحيري الصديقة مناسبا تماما لها وجاء أدائها جيدا

استفزتني فكرة إلصاق أغنية مع تتر نهاية الفيلم على ما ذاكر أنها لهدى عمار ..لقد أصبحت أغاني الأفلام عنصر أساسي ..وفقد بريقه مع التكرار ..ومع أحلام حقيقية لم اشعر بضرورتها ولا أهميتها .. لكن هنعمل ايه في الموضة التي على الجميع إتباعها.